في مكان تجلى فيه إبداع الخالق و احتله الجمال و تعالت فيه الضحكات البريئة مصحوبة بخرير المياه و حفيف الأشجار وغناء العصافير,عاشت عائلة بسيطة متكونة من آم تتحمل عذاب تربية أولادها بعد رحيل زوجها و فتاة ذات بسمة تنسي كل من يراها همومه و ولد بعقل راجح يختفي وراء مشاغبة الطفولة . هده العائلة التي بالكاد تتحصل على قوت يومها حرمت من رب البيت و دفئه الممزوج بقسوة الأبوة و حنانها و قد كان دلك كما كتب بفعل فاعل ورغم دلك لم تحاول الآم الانتقام لان الانتقام يؤدي الذات و تؤدي الآخرين آما بالنسبة لفتاة فهي فضولية بما فيه الكفاية لتحاول الحفر في ماض والدها أسباب غيابه عنهم,ولكن الولد الصغير و رغم صغره تحصل على قدرة استيعاب المشاكل التي تحيط به و هولا يقل أخته همة في البحث عن الأجوبة . ادن قصتنا هي حول العائلة المتكونة من الأم, بسمة و راجح.
كان هناك رجل يركض في الغابة ممسكا في يده خنجرا سله من غمده ورمى الغمد بين الحطب المتراكم لدا رؤية غريمه الذي لآد بالفرار و لكنه امسكه وعندما تأهب ليغرز الخنجر فيه سمع صرخة فتاة استدار فلم يجد غير هده الطبيعة الخلابة ثم عاد و أكمل م بدأ به وغرز الخنجر في الصدر الرجل الغامض و تطايرت الدماء محولة الغابة الخلابة إلى ارض جرداء وتحولت العصافير إلى غربان و مياه الأنهار إلى دماء و حفيف الأشجار إلى صرخات تثقب اللدن لقوتها وفجأة ....و استيقظت الفتاة من نومها على بكاء أخيها لرؤيته كابوسا مرعبا فسقته بعض الماء و ادعت العودة إلى فراشها و لكنها انسابت بخفة إلى مكتب والدها البسيط و اخدت كتابا و راحت تتصفحه داك الكتاب هو ذكرى من والدها الذي عودها على قراءته عند رؤيتها للكوابيس المظلمة .هي لم تصرخ كونها تعودت على رؤية الكوابيس و كانت قد وصلت إلى فصل متقدم من كتاب بسبب الكوابيس المتكررة وعندما أحست بالتعب أغلقت الكتاب و ضعته على الطاولة التي تقع بجانب النافدة التي فتختها الأم فبل خلودها إلى النوم وهبت الرياح فاتحة الكتاب على صفحة من آخر الكتاب ,صفحة لم تصل إليها بسمة كتب فيها:{....فقررت الانتقام و حملت قلبها الأبيض ضغينة قضت على الحب الموجود فيه و استغلت.....} وكانت تلك نهاية الصفحة التي لم يكتب فيها غير هده العبارة.
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الولد على صراخ أمه الذي صار مثل المنبه فالحقيقة هو ولد كسول نوعا ما عكس أخته التي قامت تقريبا بكل واجباتها ولم يبقى سوى جلب الحطب الذي من المفترض أن يجلبه راجح فقررت بسمة إنهاء عمله بدلا عنه . وصلت بسمة إلى الغابة و بدأت جمع الحطب و لكنها لم تنتبه لغمد خنجر ملقى على الأرض فتعثرت و سقطت و لما رأت الغمد أحست بأنها رأته من فبل لكنها لم تتذكر أين و لم تعط للأمر أهمية فجمعت الحطب الذي وقع منها و على غفلة منها سقطت قطرة دم على الأرض فتحولت البقعة التي سقطت عليها قطرة الدم قاحلة فمات عشبها و لم تدرك بسمة أن دلك الغمد هو نفس غمد الخنجر الذي رأته بحلمها.
سار الولد متثاقلا وبالكاد افطر وغير ثياب النوم و لما راح يغسل وجهه رأى الماء دما فارتعب لكنه لم يجرؤ على إخبار والدته لأنها تتحسس بخصوص هده الظواهر الغريبة التي بدأت تاخد مكانها في هدا البيت البسيط . و فجأة تعالى صوت الأم فركض راجح مستفسرا و ركضت بسمة إليها تاركة الحطب ورائها ثم عرفا أنها غاضبة لأنهما نزعا قلادتيهما ,هي قلادات تركها لهما والدهما كعلامة لشجاعة و الكبرياء و الحب نقش على كل منها ثلاثة أحرف:ش ك ح, لقد كانت قلادة بسمة بلون ذهبي و قلادة راجح بلون فضي,تدرك الم قيمة ها ته القلادات عكس أولادها و هدا يفسر غضبها فالسكوت لا يعني دائما الجهل و لكن قد يعني التروي .
كان راجح تائها في أفكاره يحاول نسيان ما رأى كما تعود فعله ولم يخبر أخته خشية إخافتها و هي بالمقابل لم تخبر أخاها خشية إخافته ,على مايبدو أن هده العائلة تعاني أكثر من اليتم ولما لا نقول أنها تعيش ضمن عالم غريب و مخيف و عالم ولدا فيه غصبا عنهما .وفي نفس الوقت الذي اتخذ كل فرد من البيت مكانا يفكر فيما يراه و رآه لمع ضوء و خرق صوت سكون البيت و ارتعب راجح مع علمه أن هده الظواهر عبارة عن لمعان البرق و قصف الرعد و مع دلك أحس بالخوف الشديد و بدا يتأمل السماء و كأنه يبحث عن شيء ما,لاحظت بسمة وجه أخيها الذي تملكه الخوف فراحت تخفف عنه مع إحساسها أنها قد شهدت موقفا كهذا ولكن لم تعرف أين بينما واصل بحثه في السماء عن هدا الشيء المجهول بنما كانت الأم تبحث عن دلك الكتاب الذي تركه الأب فوجدته ملقى فوق الطاولة و كانت الرياح تقلب صفحاته إلى أن استقرت على صفحة كتب فيها:{.... عبارة عن لمعان البرق و قصف الرعد مع دلك أحس بالخوف الشديد و راح يحدق في السماء و كأنه يبحث عن شيء ما.....}.قرأت الأم هده العبارة ولكنها لم تهتم وعندما راحت كي تدخل أولادها قبل انهمار المطر رأت وجه راجح يطابق ما قرأته في الكتاب فارتعبت و أسقطت الكتاب و في هده اللحظة قررت الأم أن تخبر أولادها عن حقيقة مايحصل في هده الغابة حيث يعيشون كما اعتقدوا في أمان.